الأحد، 10 يونيو 2012

حوار مع اصحاب الشركات الناجحة


بسم الله الرحمن الرحيم



15-بل هيوليت 
مؤسس شركة هيوليت باكارد

يعتبر بل هيوليت وديفيد باكارد بحق المؤسسين لوادى السيليكون . فلم يؤسس هذان الرجلان . فلم يؤسس هذان الرجلان شركة تضم الان اكثر من 100 الف عامل فى انحاء العالم وتعتبر الاب لهذة الصناعة فحسب , بل انهما اسسا شركة ذات  قيم – شركة تتعامل مع العاملين لديها بالحق والانصاف , وتهتم اهتماما حقيقا برعايتهم . لقد انشأ الرجلان شركة اصبح اسلوبها فى الادارة النموذج الذى يحتذى فى وادى السيليكون باسره . وبالتالى فى باقى العالم . وحتى بعد ان بلغ من العمر 84 عاما فقد كان من التواضع بحيث لايقبل بمثل هذاالمديح بدون اعتراض . وربما كان ذلك – وليس مجرد الثروة – هو الصفه التى تميزة كاسطورة بحق.

التقى بل هيوليت وباكارد فى خريف 1930 فى السنة الاولى فى جامعة ستانفورد . وبتشجيع وتوجيه مستمرين من الاستاذ فريد تيرمان استطاعا هما واثنان من اصدقائهما   ان يؤسسا شركة صغيرة من منازلهم .وفى عام 1937 عقد هيوليت وباكارد اول اجتماع رسمى لهما للاتفاق على وضع  " خطط تنظيم مؤقته وبرنامج عمل مؤقت لمشروع الشركة الخاصة المقترحة " . وفى عام 1939 كونا شركة تضامن بسيطة واستخدما قرعة وجهى العملة لتحديد ترتيب الاسماء بالنسبة لمشروعهما الوليد . وقد فاز هيوليت فى هذة القرعة .

وبعد فترة من الزمن عثرا على منزل من طابقين فى مدينة بالو التو وقررا استئجاره . وكان لهذا المنزل جراج يتسع لسيارة واحدة . قررا هيوليت وباكارد استخدامه ورشة لهما وقد اصبح هذا الجراج الان علامة تاريخية بارزة فى كاليفورنيا تعرف باسم " مكان ميلاد وادى السيليكون ".

ويعتبر المنهج المبدئى الذى سارا عليه فى انشاء شركتهما وفقا لاستراتيجة كلية ادارة الاعمال المعاصرة . منهجا غير استراتيجى الى حد ما : فقد كانا يحرران عقود العمل للمهام المطلوبه , ويصنعان اجهزة حسب الطلب مثل اشارة الخط الذى يحدد منطقة اللعب فى لعبة البولينج او اداة ضبط المحرك فى نقطة مراقبة محلية .

غيرا انهما سرعان ما ادركا ان الاختراع الذى توصل اليه هيوليت  , وهو الهزاز السمعى , به كل المقومات التى تجعله منتجا تجاريا له القدرة على البقاء ,وله تطبيقات فى مجالات الطب والدفاع والجغرافيا الطبيعية وكان الهزاز السمعى اول منتج كبير للشركة . واخذت الشركة فى التوسع بسرعة فائقة وفى عام 1957 طرحت الشركة للاكتتاب العام واتاح لهما التزامهما بالتجديد والابتكار التنوع فى درجة انتاجهما بدرجة كبيرة .وفى ايامنال هذة تنتج الشركة الاف المنتجات .

وضعا هيوليت وباكارد مجموعة من القيم اطلق عليها اسم " طريقة هيوليت باكارد " تؤكد الالتزام بالابتكار والتجديد وتركيز الاهتمام على الزبون والعمل فى الوقت نفسه على تعزيز الرفاهيه للعاملين فيها وفى المجتمع الذى تعمل فيه بصفه عامه . لقد اصبحت طريقة هيوليت باكارد نموذجا يحتذى فى كثير من الشركات اليوم , سواء كان ذلك فى وادى السيليكون او فى العالم باسره .

والحقيقة انه لامجال للمبالغة فيما اسهمت به شركة هيوليت باكارد فى ظهور وادى السيليكون رائدا لانشطة تاسيس شركات العالم , وانشاء الوظائف , والابتكار التكنولوجى ويمكن ان يعزى قدر كبير من نجاح الشركة الى بل هيوليت . فهذا الرجل بتواضعه وكرمة واهتمامه بالعاملين  . يعتبر بحق اسطورة , ونموذجا يحتذى به العاملين فى المستقبل .

ولقد اجرينا اللقاء مع هيوليت فى منزله فى ولايه كاليفورنيا .

من المنطقى ان نبدأ معك الحديث بالسؤال عن علاقتك باستاذك فريد تيرمان . ماذا كان حافزك عندما اخذت بنصيحته وبدات شركة وحققت تلك القفزة ؟

لقد كنا جميعا ندرس منهج هندسة اللاسلكى فى الكلية . وكان صفنا ينقسم الى مجموعتين , احداهما للهواة واخر لغير الهواة وكنا ديف وانا ضمن مجموعة الهواة وسرعان مابدأ ديف فى دراسة مناهج للتخرج فى هذا المجال .


( والكلام لى محمد عبدون  . اعجبت بادب بل هيلويت وهو يحدث عن صديقة ويقول ديف وانا وهكذا قالها من قبل ايضا بيل جيتس فى حديثة فيقول فى حديثة بول وانا ولا يقول انا وبول وقتها تذكرت كلام الاستاذ عمرو خالد فى برنامج على خطى الحبيب وهو يتكلم عن النبى عليه افضل الصلاة والسلام عندما كان يتكلم مع الصبى عداس النصرانى عندما رجع من الطائف بعدما ضربوة بالحجاره وقدم له عداس  العنب وفى وسط الحديث
 لما سال النبى عداس من اين انت؟
 قال عداس : من نينوه
 فقال له  النبى عليه افضل الصلاة والسلام : بلد الرجل الصالح يونس ابن متى
 فقال له عداس وما يدريك ما يونس بن متى ‏‏؟‏‏ ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي 
  فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه  
فنحن نرى من الحديث كيف قدم النبى سيدنا يونس فى الحديث على نفسة وقال ذاك اخى كان نبى وانا نبى 
فعلا صدق رسول الله صلى الله علية وسلم فى الحديث الذى قال فيه " الخير فىّ  حصرا  ........الى اخر الحديث"
 فنحن لن نجد خصله خير الا وهى موجودة فى سيدنا محمد علية افضل الصلاة والسلام 

وفى تعليق الاستاذ عمرو خالد على هذا الكلام قال هل ممكن ان تكون مثل النبى وتقول مثلا صاحبى هذا انا كنت معاة فى المدرسة فتقدم صاحبك على نفسك  كأن صاحبك هو الاصل وانت اللى معاه هذا هو ادب الاسلام )



ونستكمل الحوار

ولا تنس ان ذلك كان فى عام 1939 . وهو لم يكن بالوقت المناسب لانشاء شركة . ولكن كان الامر وكاننا لايوجد لدينا مانفعله غير ذلك – واظن ان ذلك كان التفاؤل المفرط للشباب . وكنا قد حصلنا على تدريب جيد , ونعلم اننا بحاجة الى وظائف , ولكننا لم نكن نعرف كنه هذة الوظائف .

يقول كثيرون ان المرء يحتاج الى فكرة مبتكرة تماما حتى يبدا مشروعا خاصا . هل تعتقد ان ذلك صحيح ؟ وكيف كنت تحصل على افكارك لصنع منتجات معينة ؟

لم يكن لدينا بالقطع فكرة مبتكرة . وكانت فكرتنا المبتكرة هى ان ناخذ ما نستطيع الحصول عليه حسب الطلب . وكانت معظم مهامنا الاولى مهاما محددة بعقد – فى اى شىء . ونفذنا عدد من المشروعات ثم عملت على تصميم الهزاز السمعى وهكذا اتصلنا بعدد من الاشخاص فى انحاء البلاد للحصول على طلبات والمثير للدهشة اننا حصلنا بالفعل على بعض الطلبات وكانت تلك بدايتنا للعمل فى مجال الالكترونيات وكانت تلك فرصة وفرتها لنا دراستنا لمنهج فى الهندسة الكهربائية .

وكانت وظيفة ديف هى التسويق , اما وظيفتى فكانت الانتاج . وهكذا ترى انه هو الذى كان المؤسس للشركة وانا الذى اؤدى العمل .

ما دمت بدات فى انشاء شركة على طريقة اديسون , فهل كنت قلقا ازاء المنافسة عندما اصبحت لك شركتك الخاصة ؟

لم يكن هناك الكثير من المنافسة عندما عندما كنا نحررعقود المهام المطلوبة . وظل الحال كذلك الى ان دخلنا فى مشروع الكاشف وايضا الهزاز . كان هناك شركة تسمى جنرال راديو وكان رئيس هذة الشركة رجلا متعاونا الى حد بعيد . قال لنا " شركة جنرال راديو تحتاج الى المنافسة " وقدم لنا التشجيع والمقترحات وهو امر غير عادى بين المتنافسين .

هل كانت الاخطاء التى ارتكبتها من بين الاشياء التى تغفل دائما فى تاريخ هيوليت باكارد نظرا لنجاحها . فاذا كنت تقدم نصيحة عن المخاطر التى يجب اجتنابها لمن هم بصدد تاسيس شركة خاصة , فماذا تقول لهم ؟

حسنا . ساقول لك انه عليك دائما ان تتذكر ما حققته من انجازات ولاتتذكر ما اصابك من اخفاق .

لا ادرى . فلم يكن هناك طريق واضح بين الجراج والحاسب – بل كانت قفزة كبرى . ومع ذلك كانت تلك قفزة ميكانيكية قمنا بها خطوة خطوة . لقد فعلنا ما فعلناه لان الزبائن كانوا يريدون ذلك اولا كانوا يريدون ادوات ثم اصبحوا يريدون اجهزة حاسبات وكنا نقدم لهم مايريدون وهكذا ترى انه من المهم حقا ان تكتشف مايريده الزبائن وتقدم لهم مايريدون .

لقد رحلت فترة وخدمت فى الجيش . فكيف كان تاثير ذلك فى دورك بالشركة ؟

عندما تركت الشركة كانت تضم 15 شخصا وعندما عدت اليها كان العدد قد اصبح 250 شخصا

اذن فقد كان السيد باكارد يديرها على نحو سليم 

نعم . ولكن معظم هؤلاء الناس لديهم وظائف اخرى . ولذلك فقد خفضنا بعد الحرب هذا العدد الى 80 شخصا وكان ذلك من القرارات الصعبه .

كيف عالجت هذا الموضوع ؟
اعتقد ان الشىء الوحيد الذى تستطيع ان تفعله هو ان تفكر فى البدائل  فاذا لم تلجا الى تسريح بعض العاملين فان الافلاس هو البديل ولن تستطيع ان تساعد احد كام ان ذلك يساعد على ان تختار افضل الناس . وان تختار الذين تحتاج اليهم بالفعل . والشىء الاخر الذى يمكن ان تفعله هو ان تتعلم حقيقة كيف تستخلص من العاملين لديك افضل مالديهم – ولايعنى ذلك ان تعتصرهم بل الاحرى ان توفر لهم المكان الذى يستريحون فيه .

دعنا نتحدث عن ثقافة الشركة . فالجميع فى الوادى يشعرون بالاعجاب تجاه الثقافة التى تعمل بمقتضاها الشركة . وياتى جزء من هذا الاعجاب من " طريقة هيوليت باكارد " كيف قررت اختيار الاهداف التى اخذت بها ؟ هل كانت تلك عمليه طويله وممتدة ؟

لقد كان لدينا فريق للادارة .وذهبنا الى سونوما فى شتاء احدى السنوات وجلسنا معا فى عطله نهاية الاسبوع وتحدثنا عن الشركة . وفى ذلك الوقت كتبنا الاهداف التى تسعى الشركة الى تحقيقها واخذنا نحللها تحليلا دقيقا ولكن معظم حديثنا يعتمد على الفطرة السيلمة . كان الزبون ياتى لنا اولا 

لقد ادرت شركة هيوليت باكارد فى حقبتى الستينات والسبعينات . فماهى اوجه القوة التى تعتقد انك تمتلكها لكى تكون مديرا ؟

حسنا .لقد كنت اتعلم من ديف , وكان هناك توافق بيننا . كنت فى البداية رجلا فنيا فقط . وكان ديف مديرا عظيما .

" التوافق بينك وبين ديف " ليست هى الاجابه التى نقبل بها .( الجميع يضحكون ) 
ماهى فى رايك حقيقة اوجه القوة لديك ؟

ربما كانت الطريقة التى افهم بها الناس 
هل لك ان تدرك ان ماحققناه من نمو فى شركتنا حدث فى اثناء ذروة الكساد ؟ ثن اننا كنا نستخدم العاملين ليس لانهم لديهم معرفة بهذة التكنولوجيا وانما لانهم قادرون على العمل . وكان هؤلاء الناس يعملون باجتهادوكنا نحب ان يشاركونا الارباح التى نحققها كما كانت الشركة من اوائل الشركات التى قدمت نصيب من الارباح للعاملين فيها .

لقد كنا نهتم بالعاملين ليس من اجل المال . وانما ذلك لكى نشعرهم باننا نهتم برعايتهم .  ربما يكون ذلك بان نهدى اليهم بطانية عند قدوم طفل جديد . او نقدم  لهم يد المساعدة عندما يكونوا فى حاجة ماسة الى ذلك .

فعلى سبيل المثال كنا ننظم الرحلات لحوالى 7 الاف شخص . وكنا ديف وانا لا نتوانى فى خدمتهم اثناء تقديم الطعام . وكان هناك ذلك الرجل دائم الشكوى من ان الطعام ناضج اكثر مما يجب 
وهكذا قررنا ان نقدم له جلود احذية بدلا من اللحم( ضحك) 
ثم عاد ليقول لنا ان هذا افضل طعام تذوقته فى حياتى ( مزيد من الضحك ).

ماهى النصيحة التى يمكن ان تقدمها لامثالنا الذين يريدون بدء مشروع شركة ؟

فى الاساس , عليك ان تجعل كل موظف عضوا فى فريق . فاذا عمل كل منهم فى فريق عندئذ يكون للشركة فرصة كبيرة للنجاح . اما اذا لم يكن الامر كذلك فعندئذ تنهار الشركة . وافضل طريقة لتجعلهم ضمن الفريق هو ان تظهر لهم اهتمامك .


وبانتهاء هذة الشخصية يكون قد اكتمل بحمد الله وعونه وتوفقيه تلخيص الكتاب باكمله وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

اعداد وتلخيص
محمد عزالدين عبدون
                                                                                                                mohamedabduon@yahoo.com         
  http://groups.yahoo.com/group/learncomputer







حوار مع اصحاب الشركات الناجحة



بسم الله الرحمن الرحيم


14- كين اولسن
مؤسس شركة ديجيتال اكويبمنت

وصفت مجلة فورتشن كين اولسن بانه اكثر رجال الاعمال مؤسسى الشركات نجاحا فى امريكا .ويطلق عليه كتاب سيرته غير المعتمدين اسم " اعظم مؤسسى الشركات " وشهدت شركته نموا يتراوح بين 25 و40 فى المائة  طوال سبعة عشر عاما على التوالى . وفى ازدهار شركته ديجيتال اكويبمنت كوربوريشن المعروفة لدى الناس باسم دى اى سى وصل عدد العاملين 120 الف شخص وفاقت ايرادتها السنوية 14 مليار دولار. وقد ظل كين اولسن مؤسس الشركة ورئيسها والاب الروحى لها يقود شركته طوال 35 عاما منذ بدايتها المتواضعة عام 1957 الى ان اصبحت ذلك الكيان الهائل وان اصابها الغرور عندما رحل عنها عام 1992 .

ولقد اجرينا ذلك اللقاء مع  ذلك الرجل الذى يخجل من الدعاية فى مقر احدث مشروعاته , شركة افانسد موديولار سولو شانز بولايه مساتشوستس .

انك من انجح مؤسسى الشركات فى عصرك . فماهى بعض مفاتيح نجاحك ؟

لقد طلب الى اللقاء عدة احاديث عن القدرة على تاسيس الشركات امام عدة جماعات فى هذا الخريف ومن بين النقاط التى تناولتها فى حديثى ان الهدف الذى تسعى كليات ادارة الاعمال الى تحقيقة اليوم هو ان تعلم الناس كيف يصبحون مؤسسى شركات . وفى اعتقادى ان هذا خطا فادح لانه ما ان يعتاد المرء على ان يكون رئيسا لنفسه . فمن الصعوبه بل من المستحيل عليه فيما بعد ان يعمل عضوا فى فريق فاولئك الذين يريدون ان يصبحوا رؤساء بمجرد تخرجهم فى كلية ادارة الاعمال يفوتهم تلك الانشطة المفيدة فى العمل مع اخرين والاحتمال بعيد ان يكون ذلك افضل مايجب عمله .

اننى اوصى المرء ان يعمل اولا مع شخص اخر وان يتعلم كيف يكون عضوا فى فريق , وهو امر يبدوا سهلا واضحا غير ان العمل عضوا فى فريق فى عالمنا الحديث امر رائع جدا . ثم اذهب وتعلم كيف تصبح قائدا  واذا لم تتعلم ابدا كيف تكون قائدا فلا تحاول ادارة شركة . اما كليات ادارة الاعمال التى يقدمها التلفزيون فانها لاتدرب الناس على القيادة بل انها تعلم الناس كيف يكون الرئيس حاسما حتى ان كان لايعرف شيئا .

لقد كنت اعمل بحارا والسفينه نوذج رائع للمشروع الخاص فالربان هو الذى يحدد اتجاه السفينه .غير ان السفينة مكونة من كثير من الاقسام والجماعات . وكل منها مستقل تماما ويعرف المهمة الخاصة المكلف بها والوضع جميل وفيه مشاركة ومقبول من الجميع وفى مثل هذا الوضع قد لاتنجز السفينة مهمتها وقد تلقى المجموعة التى تعمل بها حتفها ولكن هناك شىء واحد مؤكد ان ذلك لن يكون بسبب خطا مجموعتنا فالناس هنا لايتوقف دورهم عند مجر القلق على الربان واتجاه السفينة .

اذن فالحفاظ على الاداء رفيع المستوى يتوقف على شعور عميق بالمسئولية ؟

انه اكثر من مجرد شعور بالمسئولية . والامر ببساطة هو ان اعضاء المجموعة يعرفون كيف يؤدون وظيفتهم بنجاح . والمشروع الخاص بحاجة الى مثل هذا النموذج . فالمدير الذى يقول " انا الذى ساتخذ كل القررارات " – شخص احمق وهو بالفعل كذلك .

هلا تحدثنا بشىء من التفصيل عن هذا النموذج ؟ كيف يمكن غرس ذلك الاحساس باداء الرسالة بين البحارة والعاملين ؟

سوف اقص عليكما قصة صغيرة عن شركة ديجيتال تصور لكما ذلك .
لقد بدات شركة ديجيتال ايكويبمنت بمبلغ 70 الف دولار . والشىء الذى يريحك ازاء هذا المبلغ هو انك تستطيع مراقبة كل دولار منها . وكانت لدينا لجنة تضم عشرين شخصا وكنت انا الرئيس . . كنت الوحيد المعنى بحسابات المكسب والخسارة حيث لم يكن لدى الاخرين جميعا الا افكار كثيرة وكلها تتعلق بانفاق النقود – كانت افكارهم رائعة مثل طبع اغلفة لعلب الكبريت للتسويق – وكانت افكار ذكية حقا . وقد دابت على ان اقول لهم لا . وادى ذلك الى شعورهم بالاحباط مما افعل واتجهوا الى مجلس الادارة وقالوا " كين مستبد " وذلك كان صحيحا . فلو نفذنا كل المقترحات لانفاق الاموال , لما بقى لدينا شيئا . 
وكانت مشكلتنا ان العاملين لم يكونوا على قدر كبير من الذكاء فلم يستطيعوا فهم واستيعاب اى شىء . فحين كان راس مالنا 14 مليون دولار واجهتنا المشاكل . فتوجهت الى بوسطن لمقابله لمقابلة جنرال دوريوت ( فى شركة راس المال الاستثمارى امريكان ريسيرتش ) وابلغته انه لابد من عمل شىء لان الامور خرجت من نطاق سيطرتنا . واعتقدت اننا حينئذ يمكن ان نبيع شركتنا لشركة سنجر . ولم يبد هو ولا مجلس ادارته تعاطفا كبيرا معى لان شركتنا كانت تحقق الربح الكثير والنمو السريع . ثم تدهورت الارباح عند ذلك اعلنت اننا اصبحنا شركة جديدة منذ ذلك اليوم – اننا سوف نسير من الان طبقا لنموذج ال سلون ( المدير التنفيذى الاول لشركة جنرال موتورز ) فقد قسم سلون شركتة الى وحدات عمل متعددة وقال ان مهمة الادارة هى ان تترك كل وحدة تعمل وفق مايحلو لها واعلنت انه منذ تلك اللحظة سوف يعاد تنظيم الشركة بحيث تقسم الى 5 وحدات او شركات . وكان ذلك الاعلان اشبه باطلاق قنبله فقد استقال عدد من الناس – بدون مبالغة  وقال لى احد الزملاء المتمكنين للغاية " اننى ابلغ من العمر 33 ولن اسمح بان اتلقى اوامر من شخص عمره 30 عاما " لم يلق هذا القرار ترحيب شخص واحد فى الشركة فقد ذهب الجميع الى منازلهم ليخبروا زوجاتهم بانهم اصبحوا فى درجة وظيفية اقل وهو شىء مستحيل لانك لا تستطيع من وجهة النظر الحسابية ان تخفض درجاتهم جميعا ووقف مجلس الادارة موقف المعارضة التامة للقرار , وقال احد المديرين وهو الشخص الذى قدمنى لا ل سلون انه سيقاضى الشركة بتهمة الاحتيال . ولكن جنرال دوريوت قال لى " كين, انا سوف اساندك . فى اى شىء تفعله . ولكن لاتنس ان احدا لم ينجح قط فى ذلك " .

وقد تبعت خطوات سلون بكل اخلاص . وفى اعتقادى ان مجلس ادارة شركة ديجيتال لم يفهم النموذج الذى سرت عليه حتى الان . فهم يقولون " ان كين يثير لدينا الضحك . فالمديرون الحقيقيون هم الذين يتخذون كل القرارات "

ولايمكننى ان ابالغ فى ان موقفى منفرد ولكن المعجزات تحدث فاذا نظرنا الى نمو شركة ديجيتال وربحيتها بعد هذا القرار نجد حدا فاصلا فقد تسارع النمو فى معجزة كاملة . وفجاة لم اعد ذلك المستبد المخيف  لاننى اصبحت الان فى وضع يسمح لى بانتقاد المديرين . وتحول كل اولئك العاملين الاغبياء الى عباقرة . لقد وضع اساس نجاح شركة ديجيتال اولئك العاملين الذين كانوا غباؤهم يصل الى حد الاحباط . هل توصلت الى السر فى ذلك ؟ لقد كانت عبقرية من جانبى وينبغى ان اقول لكما ذلك فقد يتعذر عليكما التوصل اليه  - ان اتبع كلمات ال سلون بحذافيرها . دع الناس يفعلون ما يحلو لهم دون تدخل واننى لواثق من ان قول جنرال دوريوت بان المحاولات السابقة لتنفيذ هذا النموذج لن تنجح . انما يرجع الى ان الادارة العليا لم تستطع ترك العاملين وشانهم .

لايوجد فى مستويات الادارة العليا من يتسم بالذكاء بحيث يعرف كل شىء وليس هناك من له الكفاءة فى ان يفعل كل شىء لكل الناس والمشكلة هى ان القليل   جدا  فقط هم الذين يعرفون ذلك .

اذن فالسر وراء اسلوبك فى الادارة هو فى حقيقته منقول عن ال سلون ؟

يقول جاك ويلش مؤسس شركة جنرال اليكتريك انه اخذ الفكرة عن احد احاديثى  . ولكننى لست متاكدا من صحة ذلك . ان شركة هيوليت باكارد تحقق نجاحا كبيرا باتباعها ذلك النموذج الان . يقول بعض الناس انهم اخذوا الفكرة عنى . بالطبع ان اقول لا . انها بالفعل فكرة ال سلون . 

يبدو دائما ان احداث توازن بين ضغوط العمل والاسرة قضية كبرى بالنسبة لمؤسسى الشركات . وانت تعمل فى هذة الصناعة لاكثر من 30 عاما . فكيف توازن بين حياتك العائلية وحياتك العملية ؟

لابد من التوصل لحل لذلك . واود ان اقدم هنا صغير للناس وهى . انه اذا كنت تريد ان تتعلم كيف تصبح مدير . فلابد من ان تتحمل مسئولياتك  تجاه دينك وتجاه الانشطة الاجتماعية لمدينتك .

لقد ذكرت ان الصحافة قالت انك مكثت فترة طويلة جدا مديرا تنفيذيا اول لشركة ديجيتال . فمتى يتعين على المدير او مؤسس الشركة ان يرحل عن شركته او وظيفته ؟

يتوقف ذلك على اشياء كثيرة  - على اللحظة التى بدا يشعر فيها بالتعب او اللحظة التى فقدت فيها الوظيفة رونقها او اللحظة التى  فقد فيها الوظيفة بالفعل .

لقد شهدت شركة ديجيتال , مثلها مثل كثير من الشركات الناجحة , هروب مسئولين فيها لكى يبداوا فى تاسيس شركاتهم الخاصة . ومن اشهر هؤلاء اد دى كاسترو وشركته داتا جنرال . كيف تجعل ظاهرة الهروب هذة فى اقل حجم ممكن لها ؟

اننى الان صديق دى كاسترو . لقد كان ذلك منذ زمن بعيد – فالمرء لايتذكر الاشياء المؤلمة لوقت طويل . فهذة الاشياء ستظل تحدث دائما . وكان القرار بعدم مقاضاة مثل هؤلاء معجزة . لكى لانجعل منهم قضية مهمة وان لانتحدث عنهم الا نادرا وعندما اتذكر ذلك الامر ارى اننا تصرفنا بحكمة رائعة .

لقد ظن بعض الناس انه " مادام ذلك هو موقف كين , فلنستغل نحن  ذلك ايضا " ولذلك فاننا كنا نلجا الى المحكمة لنوقف احدهم عند حده. لقد كان الناس يذهبون الى القضاء بسبب اشياء تافهه مثل الانشطة المتعلقة بالعقارات واعتقدوا ان كين يمكن استغلاله ذلك . ولكننا لم نفعل ذلك فى الموقف الذى اشرت اليه . فربما امتدت الامور الى الابد 

اذن فانت تعنى هو انك لا تستطيع ان تمنع الناس من استغلال معلومات الشركة فى انشاء شركات خاصة بهم .

كلا , لاتستطيع ان تفعل ذلك . ويجب ان تعلم ان ذلك جزء من طبيعة العمل فهناك اشياء معينة لا حيل لك فيها ويجب عليك تقبلها وقد تشعر بالغضب لفترة ما ولكن تلك ليست من المشاعر المفيدة .


اعداد وتلخيص
محمد عزالدين عبدون
                                                                                                                mohamedabduon@yahoo.com         
  http://groups.yahoo.com/group/learncomputer




حوار مع اصحاب الشركات الناجحة


بسم الله الرحمن الرحيم

13- اد ماكريكين

رئيس مجلس الادارة و المدير التنفيذى الاول لشركة سيليكون جرافيكس

هى شركة تعمل فى تصميم وتصنيع المنتجات البصرية للحاسبات الاولية على الرغم من ان شهرتها قامت على تقديم التكنولوجيا التى افرزت مشاهد بصرية مذهلة فى الافلام السينيمائية الا ان الغالبية العظمى من منتجاتها تباع لشركات لا تعمل فى صناعات التسلية مثل شركات انتاج السيارات والفضائيات والصناعات الصيدلية والصناعات البترولية .

تاسست الشركة عام 1982 على يد جيم كلارك استاذ الهندسة الكهربائية بجامعة ستانفورد بالاشتراك مع ستة اخرين من الخريجين وقد صمم كلارك شذرة مايكروبروسسور تتيح لاجهزة الكمبيوتر عرض صور جرافيكية ثلاثية الابعاد بسرعة فائقة وقد انضم ماكريكين الى الشركة عام 1984 رئيسا ومديرا تنفيذيا اول .

ولما كان ماكريكين يتميز برقة الحديث والهدوء والبساطة فلم يكن يناسب ذلك النموذج شديد المراس وشديد الانبساط النفسى الذى يتميز به المدير التنفيذى الاول فى تلك البيئة الصاخبة لصناعة الحاسبات فقد اعتمد ماكريكين على التامل فى تحسين حسه الحدسى وفى حفز طاقته الابداعيه .

وتعتبر " التسلية الجادة " كما تسميها الشركة جزءا اساسيا من جو الشركة , وتستطيع ان تجد طاولات البنج بونج وماكينات بيع المشروبات الخفيفة منتشرة فى انحاء مقر الشركة فى حين تطلق على قاعات الاجتماعات اسماء الافلام التى استخدمت فيها تكنولوجيا الشركة كذلك ترعى الشركة الاحداث الاجتماعية والمسابقات الرياضية بل انها تقيم حقلات وداع للاقسام التى تدمج فى اقسام اخرى .

يشعر ماكريكين بخطورة التخطيط طويل المدى للمنتج وذلك نتيجة لفلسفة العمل فى تعاون وثيق مع الزبون الذى يسير عليها وقد اشتهر عنه قوله "اننا لانضع تخطيطا طويل المدى . بل الواقع اننا نحاول نخمد هذا الاتجاه " ويشعر ان ذلك يتيح للشركه ان تدخل سمات جديدة على منتجاتها ويساعدها على سرعة تعديل مسارها وتقبل المناخ المتغير الذى يصعب التنبؤ به فى تلك الصناعه 
ولقد اجرينا لقاء مع اد ماكريكين فى المقر العالمى لشركة سيليكون جرافيكس فى كاليفورنيا.

كان النجاح الباهر حليفك فى عملك بشركة هيوليت باكارد قبل ان تنتقل الى شركة سيليكون جرافيكس . فلماذا رحلت عنها ؟

اظن ان هناك عامل شخصى .لقد كنت استمتع حقيقة بادارة قسم فى شركة هيوليت باكارد . وكنت قديرا فى ادارته وبعد ذلك ونظرا للنجاح الباهر فى هذا القسم فقد قسمناه الى عدة اقسام واصبحت انا جزءا من الطبقة الوسطى فى شركة هيوليت باكارد اى فى المنطقة مابين الادارة العليا للشركة والعاملين فى الاقسام . ثم اكتشفت اننى لا استمتع حقيقة بهذة الوظيفة .

وهكذا عندما انشئت  شركة سيليكون جرافيكس اتيحت لى فرصة اللقاء مع بعض المسئولين هنا وتعرفت منهم على القيمة المضافة فى الشركة ولم استغرق وقتا طويلا فى استيعاب المسار الجدي وها انت ترانى هنا.

لو عاد بك الزمن الى الوراء. فهل تعتقد انك كنت تتصرف على نحو مختلف فيما يتعلق بانتقالك من شركة هيوليت باكارد الى شركة سيليكون جرافيكس ؟

فى الواقع لا استطيع العودة بالزمن الى الوراء بناء على الفلسفة التى اعتنقها فاننى لم اعد قط الى الوراء محاولا ان  اعيد الماضى كما ان شركة سيليكون جرافيكس هى بالفعل قصة نجاح حقيقى واذا كان لى ان اخوض التجربة مرة اخرى فسوف اكون محظوظا لكى افعل الشىء نفسه ولهذا فاننى لست اعرف .
عندما جئت الى الشركةكانت الاوضاع سيئة جدا وكان هناك 2 او 3 فقط هم الذين يعرفون هذا الوضع واخفوا الامر عن الجميع لانهم اعتقدواان ذلك يؤثر بالسلب على الروح المعنوية  وكان اول شىء فعلته هو الدعوة الى اجتماع بالشركة وشرح الوضع المالى برمته والخيارات الموجودة امامنا من حبث تسريح العاملين او توفير مايكفى من الاموال لتصميم الجيل الثانىمن منتجنا فى الوقت المناسب حتى نتمكن من حل المشكلات حقا وبعد 6 اشهر صممنا الجيل الثانى من منتجنا بدون تسريح العاملين . وهكذا صمدنا جميعا .و الان هناك كثيرون يقدرون لى دعوتى الى ذلك الاجتماع للشركة , وقد طورنا هذا التقليد الخاص باطلاع العاملين على المعلومات وعدم وجود اسرار وكشف كل الامور لكى يكون للجميع دور فى الحل .

اذن فانت ترى ان حصول العاملين على كل المعلومات من الامور التى تحدد من التقاليد السائدة فى شركة سيليكون جرافيكس

نعم انها بالفعل احدى تلك التقاليد وانا ارى ان الفكرة باسرها فى وجود شركة فى عصر المعلومات هى ان يكون هناك اتصال على قدر الامكان بين قيادات الشركة من ادناها حتى اعلى مستويات القيادة 

كيف تضمن ان تكون المعلومات التى تنقلها الى تلك القيادات دقيقة ؟ بمعنى انك عندما تنقل رسالة عبر خمسة او ستة مستويات من القيادات ويكون نقل الرساله بنسبة 80 فى المائة من الدقة . فسوف تصبح لديك حينئذ مشكلة تتمثل فى مستوى الدقة .

نعم اننا لانحاول الاتصال عبر مستويات مختلفة فالاتصال مباشر .سوف تجد كل الفرص المتاحة من خلال شبكة المعلومات او البريد الالكترونى او اى وسيله مباشرة وانا افعل ذلك فى اللشركة حتى الان .

لقد حاولنا تحديد الصفات الغالبة فى شخصيتك وخلصنا من ذلك الى انك غير متغطرس وبارع فى التحليل ومتواضع ( الجميع يضحكون ) –على نحو كبير . ولقد استمعت الى خطاب كنت تلقية مؤخرا . وكان به سبع او ثمن مرات قلت فيها " لا ادرى "
ولقد رايت ان فى ذلك ابتعادا كبيرا عن معظم صفات –

صفات سكوك ؟ ( ماكنيلى صاحب شركة صن مايكروسيستمز )

( ضحك من الجميع مرة اخرى ) حسنا بدون ذكر اسماء لقد وجدت ان ذلك امر غير عادى –

بالنسبة للمديرين التنفيذيين الاول  اليس كذلك ؟ ان المديرين التنفيذيين الاول لديهم ذلك الولع بمعرفة كل شىء والتحكم فى كل شىء .وارى  ان ذلك ضرب من الغباء . فانت لاتستطيع ان تعرف كل شىء ولاتستطيع التحكم فى كل شىء ففى منظمة تعمل فى عصر المعلومات انت تريد ان يعرف قادة العمل كل شىء يتعلق بما يعملون .
ما لدينا هو منظمة تعليمية وهكذا فاذا شعرت بانك تعرف الاجابه على كل شىء فلن تتعلم شىء 

عندما يكون عليك ان تقدم التكنولوجيا الجديدة باستمرار وان تستمر فى الوقت نفسه فى توسيع الشركة فكيف تعثر على على اشخاص مناسبين للعمل معك ؟ لقد استخدمت مؤخرا عددا كبيرا من الاشخاص واكدت اثناء تلك العملية انك لاتريد غزوا من غير الاكفاء فكيف امكن لك تحقيق ذلك ؟

عند اختيارك لعدد كبير من الناس للعمل معك . فانك ترتكب بعض الاخطاء ولكننى اعتقد بوجه عام اننا قمنا بالمهمة على نحو ممتاز والمساله ان هذة العملية اخذت من وقتنا الكثير ولذلك فاننا لم نعتزم حقيقة ان ينشغل مديرونا الى هذا الحد باختيار اشخاص للعمل معنابحيث يصبح الوقت ضيقا بالنسبة لهم لاداء كل المهام الاخرى المكلفين بها .

ماذا عن اسلوبك المختلف فى الادارة ؟ فهناك الكثير مما تكتبه الصحافة عن انك انطوائى ومولع بالتامل ,وهذا شىء مختلف عن معظم المديرين التنفيذين الاول الذين التقينا بهم . فماهو فى رايك السبب فى نجاحك بهذا الاسلوب المختلف فى القيادة ؟

اهم شىء بالنسبة لى ان اكون مديرا تنفيذيا اول على اعلى مستوى – هو ان اعرف حقيقة نفسى وان اضع ذلك فى الوظيفة المنوطة بى وليس الامر ان يوجد نموذج واحد للمدير الناجح ولكن هناك نماذج كثيرة وانى لارجو ان يتناول هذا الكتاب ذلك الموضوع بالفعل والشىء المهم هو ان تفهم ما هى الصفة الغالبة فى شخصيتك وان تسعى الى تاكيدها  وان تضعها فى الوظيفة التى تؤديها وتكون سعيدا بذلك .

وهكذا فقد توصلت الى طبيعة ما انا فيه . وتوصل سكوت( ماكنيلى )الى طبيعة ماهو عليه , وفعل اندى جروف ذلك الشىء وربما كنا جميعا من النماذج وزوجتى تعمل بتدريس هذا المنهج بكلية ادارة الاعمال وهو منهج يتناول اسلوب اساليب القيادة مع مايكل راى ( الاستاذ بكلية ستانفورد للاعمال ) وهما يتحدثان عن الاساليب التسعة المختلفة للقيادة وانا ارى ذلك الموضوع شيق وهو يعلمنا ان على كل منا ان يتوصل الى اسلوب القيادة الخاص به . 

هل ترى ان هناك اساليب معينة فى القيادة تناسب مؤسسى الشركات الخاصة , وهل يتمتع اد ماكريكين بهذا الاسلوب ؟

اصدقك القول انا اشك فى ذلك .فانا ارى انى اكون فى افضل حالاتى حيت تكون لدى فكرة – العمل مع مؤسس شركة حقيقى مثل جيم كلارك وهم كثيرون فى الوادى – فهذة بدايه النجاح مع فريق صغير وهنا اصبح قادرا على حقيقة التعامل مع مثل هذا الموقف واخرج منه بشىء كبيرا جدا وادعمه طوال الطريق لقد فعلت ذلك مرات ومرات فعلته فى هيوليت باكارد وفعلته هنا وانا اجد متعة حقيقة فى ذلك 

اتذكر اننى سمعتك مرة فى تلفزيون ان بى ار تتحدث عن الدعاوى القضائية التى رفعها ضدك المساهمون. وكان اهم ما قلته انه ليس هناك مايسوغ حقيقة الكثير من دعاوى المساهمين القضائية التى تكلف الشركة الكثير . من حيث الوقت والجهد . الذين تضطر الشركة الى بذلهما لتسويه هذة القضايا  . ولكن كيف تفسر قول المدعى انكم لستم سوى 

محتالين .

تماما وانكم لاتسمحون  لحمله الاسهم بمعرفة القصة الكاملة , وان لهم كل الحق فى معرفة ذلك لانكم تعملون من اجلهم 

اقول لك اننى لا استطيع ان اتصور ان كل مدير تنفيذى اول فى وادى السيليكون محتال . واظن ان جميع شركات وادى السيليكون تقريبا قد رفعت ضدها قضايا مرات متعددة – شركات مثل هيوليت باكارد وانتل وشركتنا والحقيقة انه عند مقاضاه احدى الشركات وعند التوصل الى تسوية مالية كبيرة فان حمله الاسهم لايحصلون كافراد على شىء منها وانما يحصل عليها فى الحقيقة بيل ليراتش ( محامى بارز ) واصدقائه الذين حققوا الكثير من الاموال من وراء ذلك 

من بين الاشياء التى صرحت بها انك لا تضع الكثير من التخطيط طويل المدى فى شركة سيليكون جرافيكس وربما يعتبر ذلك على العكس تماما مما يحدث من كثير من الشركات الاخرى .

اننا نفضل ا لتركيز فى تفكيرنا للمدى الطويل على جوهر جوانب الكفاءة لدينا وعلى الاتجاه العام للتكنولوجيا فى السوق فى حين نركز بقدر الامكان فى خططنا التكتيكية على المسائل قصيرة المدى ونحاول ان نرجىء كل قرار الى اللحظة الاخيرة قدر استطاعتنا وحين نتخذ القرا فاننا نبدء فى التنفيذ على الفور.

لقد تحدثت عن ضرورة وجود توازن بين حياتك العائلية وعملك . فكيف يتسنى لك تحقيق ذلك ,وما هى النصيحى التى تود ان توجهها الينا نحن الاثنين ونحن نحاول البدء فى تاسيس شركتين ؟

اتدريان ليس لدى اجابه على هذا السؤال .ففى اعتقادى ان اهم شىء هو ان يكون الانسان سعيدا بحق ( اى فى العمل ) لانه اذا كنت سعيدا بحق. فسوف تكون عائلتك فى حالة افضل مما لوكنت غير سعيد .

اعداد وتلخيص
محمد عبدون
                                                                                                                mohamedabduon@yahoo.com         
  http://groups.yahoo.com/group/learncomputer/

حوار مع اصحاب الشركات الناجحة


بسم الله الرحمن الرحيم



تريب هوكينز 
مؤسس شركتى الكترونيك ارتس وشركة 3 دو

ظل هوكينز بكل المعايير وطوال سنوات عديدة احد مؤسسى الشركات ومن المولعين بالالعاب فى ان واحد فقد ابتكر وهو طالب فى جامعه هارفارد لعبة فى رياضة كرة القدم ولكن لم يكتب لها النجاح وضاع معها راس المال الذى قدمها له والدة وكان 5 الاف دولار ولكن من الواضح ان ذلك لم يفت فى عضد هوكينز فانهمك  فى دراسة الالعاب وكانت اطروحته للتخرج هى : نموذج الحاسب للحرب العالميه الثالثة .
فى عام 1982 شرع فى انشاء شركته الكترونيك ارتس واطلق على مديرى المشروع منتجين وعلى واضعى برمجيات الالعاب فنانين ومنح للجميع الادوات والاحترام والحرية فى العمل باعتبارهم موهبين ومبدعين بحق .

وهكذا انهمر فيض من المنتجات الناجحة واصبحت الشركة تتباهى بايرادتها السنوية التى تزيد عن 600 مليون دولار , الامر الذى يعد مبلغا ضخما فى مجال صناعة برمجيات الالعاب وتضخمت ثروة هوكينز نفسه لتقترب من 200 مليون دولار .  

ومع كل هذا النجاح لم يشعر بالرضا بعد ان اصبح من الناجحين  وهو لم يبلغ من العمر 40 عاما  , ولكن فى عام 1993 خطا هوكينز خطوة غير عادية على الاطلاق عندما عين خلفا له فى شركة الكترونيك ارتس ورحل هو عنها على الفور ليبدء مشروعه التالى فى مجال العاب الحاسب المنزلى وهو مشروع( 3 دو) وكان العقد الطموح لتاسيس الشركة هو تطوير اله لعب الالعاب الالكترونية الخاصة بها ودعم هذة التكنولوجيا بالترخيص بحق صنعها لشركات فى انحاء العالم .

ولكن هوكينز ذلك التاجر الممتاز استطاع ان يجتذب مبدئيا الدعم من شركات مثل ايى تى اند تى , وماتسوشيتا وجولد ستار وام سى ايه وتايم وارنر بيد ان نجاح شركة 3 دو الشابة لم يكن مؤكدا .
ففى الشهور التالية التى سبقت مقابلتنا معه كانت سمعته السيئة قد وصلت الى الصحف الشعبية .

وفى ذلك الوقت التقينا مع هوكينز فى مقر شركته على مرمى حجر فقط من شركة ستيف جوبز , شركة نيكست .حتى نتفهم تلك القوة الخلاقة وراء اكبر اسم فى عالم العاب الكمبيوتر .

ماهى مدى اهمية ان يكون لدى المرء فكرة مبتكرة تماما حتى يتسنى له بدء مشروع خاص ؟

هناك طريقتين للنظر الى المشاريع الخاصة : ان تبدء مشروع على اساس من فكرة جديدة وكبيرة او ان تبدء المشروع على اساس من فكرة راسخة ومستقرة فمثلا عملية بدء مشروع مطعم فمن الواضح انه يوجد الكثير من المطاعم ولكن الفكرة الاساسية عنا كيف يكون مطعمك مختلفا .

ولكن ليس هناك من جديد فى بدء مشروع مطعم  

تماما . هناك جانب غير منظور فى هذا المشروع وهو اننا جميعا نعلم بقصص النجاح ولكننا لم نسمع ابدا عن قصص الاخفاق والافلاس فانا اعرف كيف تبدو معدلات النجاح فى الصناعة التى اعمل بها لاننى شاهدت معدل دوران الشركات لمدة طويله من الزمن .ان معدلات النجاح فى تلك الصناعة ضئيله للغاية .وقد يكون بعضها محظوظا . وكان لدى الكثير من افكار مبتكرة للمنتج الذى سيقدمونه . غير انه يصعب ان تدلى برايك مسبقا فى مجال وسائل التسلية وتحدد المنتج الذى سوف يحقق النجاح والمنتج الذى لن يفعل .

هل اجريت دراسة للسوق قبل ان تشرع فى تاسيس شركة الكترونيك ارتس ؟

لقد اجريت دراسات كثيرة وكانت فكرة انشاء الشركة تلازمنى من ايام الكلية عندما كنت لا ازال طالبا .وكان عملى فى شركة ابل وسيله لتحقيق غاية  , ولكننى قبل ان اشرع فى انشاء شركة للبرمجيات كنت اعرف انه لابد من وجود جهاز حاسب لتشغيل هذة البرمجيات فيه ومن ثم شاركت فى بناء السوق لهذا المنتج وتعلمت من الاخرين كيفية ادارة شركة , وساعدت فى انشاء شركة صغيرة للالعاب الالكترونية تسمى اس اس اى مع احد الشباب المتحمسين لهذة الالعاب وكنت اذهب الى معرض صناعة الالعاب الالكترونية وكانت تلك هى المرحله التى اختبر فيها فرضية شركة الكترونيك ارتس 

لو عدنا بالزمن الى الوراء ماهى الاشياء التى كنت ستضعها على نحو مختلف ؟ 

لقد حدث تحول جذرى وقتها فى الصناعة وكان الاتارى على شفا الانهيار وانسحب الكثيرين من هذا السوق 

دعنا نركز على هذة النقطة . السوق فى حالة جفاف وانت قد انشات من توك شركة . وها انت تجلس فى مكتب ماذا تفعل ازاء ذلك ؟

هذا هو الفرق بين مؤسس الشركة والمسئول عن تنفيذ التشغيل : فمعظم مؤسسى الشركات لايفهمون كيفية تشغيل الشركة . فهناك قدر هائل من القدرة على الحكم الصائب على الامور والشجاعة فى تشغيل  وادارة الشركة ولن تكون بحاجة الى اكثر من هذة الخصال .
معظم مؤسسى الشركات يفتقرون القدرة على اصدار احكام سليمة ربما يتمتعون بالشجاعة ازاء مخترعاتهم ولكنهم يفتقرون الى الشجاعة ازاء اشياء اخرى مثل عمليات تسريح العمال لان نمعظم مؤسسى الشركات متفائلون . وما تحتاجه الادارة بحق هو التوازن السليم بين التفاؤل والتشاؤم. وانت مطالب بان تحافظ على الموارد بدقة شديدة.

 هل تعتقد ان حصولك على درجة الماجيستير فى ادارة الاعمال منحتك المهارات الضرورية ؟

ربما كان اكثر المناهج المفيدة فى دراستى للحصول على درجة الماجيستير هو ديناميكية العلاقات بين الافراد وكانت المالية هى الثانية من حيث الفائدة , فهى توضح صافى القيمة الحالية . واعتقد انه لايوجد شىء اخر . ولكن لوعدت بالزمن الى الوراء لما التحقت بجامعة ستانفورد وكنت بدات فى الصناعة مبكرا عامين ولم يكن ليوذينى ذلك فى شىء . و ففى ى اواخرالسنة الاولى للكلية كنت قد عملت دراسة للسوق وكذلك الكثير من الاستشارات حول المشاريع. 

اذن كانت درجة الماجيستير فى ادارة الاعمال بلافائدة ؟

 كما قلت ان القدرة على تاسيس شركة هى مساله ابداع . يجب ان تكون قادرا على التفكير فى اشياء هامة .ويجب ان تكون على رؤية الاشياء على نحو مختلف  وان تخرج بافكار لها قيمة – وليس مجرد مفاهيم تتعلق بمنتج او بشركة وانما اساليب مبتكرة فى ادارة شئون الشركة  , فاذا كنت تريد ان تدير شركة بنجاح فهناك الكثير من المهارات التى تحتاج اليها غير ان معظمها  يتوقف على سلامة الحكم على الامور والشجاعة وعليك ان تواجه الواقع .

فاذا لم تكن لديك القدرة على التعامل مع الانباء السيئة فلن تنجح ولست اعنى بذلك انه ينبغى ان تبنى الامور على اساس الانتقاد فى حد ذاته ولكن اذا لم تكن على علم بما يجرى فلن تتعلم الكثير .

لقد ذكرت الحاجة الى الشجاعة لكى تصمد ازاء مناخ صعب يسود احوال العمل فهل تستطيع ان تضرب لنا مثالا على خطر داهم تعرضت له شركة الكترونيك ارتس وكاد يودى بها ؟

ان ذلك يحدث باستمرار . كانت السنوات الاولى السبع كذلك 

وكيف تعاملت مع هذة الاوضاع ؟

على سبيل المثال اجرينا عملية تسريح للعمال فى 3 مناسبات مختلفة على مدى السنوات السبع ففى مرتين قمنا باعادة التنظيم واغلقنا شركتين كنا قد بدانا تاسيسهما وتعتبر ادارة الازمات اهم الاشياء التى اتمتع بها كرجل اعمال وربما تكون من اهم المهارات بالنسبة لكثيرين من الناس . اذ يجب ان تكون مبدعا بارعا وواسع الحيله . وسلامة الحكم على الامور والشجاعة مقترنين بالابداع هى عناصر البراعة وسعة الحيلة انها القدرة على التعرف على حقيقة مايجرى . والخطوة الاولى هى جمع البيانات فمن الافضل كثيرا ان تحدد الموضع الصحيح من الازمة . والخطوة الثانية  هى : تحليل وتحديد موطن الخطأ وسببه . والافضل ان يكون لديك الشجاعه على اصلاحه , ان بعض الشركات تفلس لانها لاتدرس ما يجرى من امور وليست لديها صورة معقوله لما يحدث ولدى بعضها الاخر صورة معقوله عما يحدث ولكنها لاتريد ان تصدق ذلك – انهم فى حالة عدم اقتناع وفى شركات اخرى قد يفهم الناس مايجرى ولكنهم يخشون التعامل معه .

ماهى النصيحة التى تقدمها لمؤسسى الشركات الذين لا يستطيعون الوصول الى مبالغ هائله من راس المال ؟

هناك طريقتان مختلفتان لتناول هذا الموضوع اول شىء تجدر الاشارة اليه هو ان الانسان القادر حقيقة على تاسيس شركة ليس بحاجة الى من يقول له كيف ينشىء شركة فهو سوف يؤسسها على ايه حال . ورجل الاعمال الحقيقى  بحاجة الى محام جيد والى ان يكون موضوعيا فى سعيه نحو خطة جيدة وتكوين فريق عمل جيد وان يضمن ان هذا الفريق يتمتع بالمهارات اللازمة للنجاح  .
وهناك منهج ثان لاولئك الذين يرغبون فى تاسيس شركة خاصة بهم , ولكن ليست لديهم فكرة او رؤية محددة عن المنتج الذى ستتعامل معه شركتهم  وفى اعتقادى ان ذلك اصعب كثيرا ربما يكون ذلك ممكن لشخص حصل على التدريب المناسب ولدية النظام الملائم للعمل واتذكر فى هذا الصدد شركة حصلت على التمويل الاستثمارى وبدات فى ان واحد مع شركة الكترونيك ارتس – وهى شركة سبيناكر . لقد بداها اثنان من خريجى كلية ادارة الاعمال بجامعه هارفارد كانا يعملان فى مجموعة بوسطن الاستشارية . وكان اسلوبهما هو بدء الشركة الخاصة بهما باجراء دراسة لتحديد الصناعة التى ستقوم عليها الشركة ومنذ البداية قلت  لنفسى لا فائدة لن تقوم لهما قائمة فهم لم يتوصلا قط الى كيفيفة تحقيق اية ارباح ومازالت شركتهما موجودة بصورة ما ولكنهما رحلا منذ زمن بعيد والشركة لم تحقق بالفعل نجاحا يذكر. 

ماهى الدروس التى تعلمتها ازاء تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية ومتطلبات تاسيس شركة ؟

لقد اصبح تحقيق ذلك التوازن امرا صعبا اليوم ولكن عندما يزيد الانشغال عن الحد , نلجا انا وزوجتى الى وضع جدول للمواعيد مقدما ونلتزم به . ونصيحتى هى : اما ان تعثر على سيدة لديها الرغبه فى الوقوف الى جانبك واما ان تمضى وحيدا فى حياتك العملية .




اعداد وتلخيص
محمد عبدون
                                                                                                                mohamedabduon@yahoo.com         
  http://groups.yahoo.com/group/learncomputer






حوار مع اصحاب الشركات الناجحة


بسم الله الرحمن الرحيم

11- اندى جروف 
رئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذى الاول لشركة انتل

فى الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء كان هناك نحو 120 عين تركز على احد اساتذة كلية الاعمال اثناء دخوله فصلنا وكان ذلك فى بداية السنة الثانية لى بالكلية وفى هذة المحاضرة بالذات كان استاذنا هو اندى جروف رئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذى الاول  لشركة انتل تلك المنظمة التى تصل قيمتها الى عدة مليارات من الدولارات وهى احدى اكبر الشركات فى العالم .كان  هو وبل هيوليت بحق جواز المرور لنا  فى هذا الكتاب  فما ان يعرف المديرون التنفيذيون الاول الاخرون ان جروف وهيوليت يشاركان فى هذا الكتاب حتى يصبح فجاة المقابلة معهم امرايسيرا .

حصل جروف على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا بيركلى وبعد ان رحل عن الكلية التحق بالعمل لدى جوردون مور وروبرتس نويس المؤسسان لاحدى اول شركات اشباه الموصلات – شركة فيرتشايلد كاميرا اند انسترومنت التى سميت فيما بعد فيرتشايلد سيميكونداكتور وبعد ان شعر نويس ومور بعدم الرضا عن تقدم الشركة عملا على تاسيس شركة انتل واصطحبا جروف معهما ليراس قسم البحث والتطوير وبعد فترة اصبح المدير التنفيذى للعمليات عام 1976 .وفى عام 1979 بدأ حمله 
Operation crush 
لكى يستحوذ بها على الفى زبون من شركة موتورلا فى عام واحد وتجاوزت انتل ذلك الهدف بمقدار 500 زبون ومن بينهم شركة اى بى ام  .

ولكن بسبب الهجوم المستمر للشركات اليابانية فى سوق صناعة الشذرات فقد ظلت شركة انتل تحقق خسائر لمدة عام ونصف , ولما كان جروف قد صمم على الا تمر شركة انتل بمثل هذة الظروف فقد ركز اهتمام انتل على صناعة المايكروبروسسور ولكن مع حاله من التنافس الذى يدفعه الهوس وجنون العظمه مما وضع الاساس للتقاليد فى الشركة والثقافة حتى اليوم وقد اصبحت فكرة " ان المصاب بالهوس وجنون العظمة هو وحده الذى يبقى " (وهو ايضا عنوان لاحد كتب جروف ) التى اخذت بها شركة انتل تمثل التقاليد الراهنة لشركة انتل . 
ولقد اجرينا لقاء مع اندى جروف على افطار عمل فى مطعم هوبى الشهير فى ماونتن فيو بولايه كاليفورنيا .

ماهى فى رايك المواهب التى تتمتع بها كمؤسس لشركة وكمدير لشركة كبرى ؟

اولا انا لا اعتبر نفسى مؤسس شركة, وبالنسبة الى شركة انتل كان المؤسسان هما بوب نويس وجوردون مور وكل ما فعلته اننى انضممت الى الرحله وجوردون نفسه يشعر بعدم الارتياح لكلمة مؤسس شركة, وقد ظللت اعمل فى انتل مسئولا عن العمليات قرابة 20 عاما وقد ساعدت شركة انتل فى التحول من مشروع استثمارى لتحقيق الربح , ولم اشارك فى صنعها , الى مدير شركة متوسطة الحجم وهو فى الواقع من اصعب عمليات التحول من حيث التنفيذ .  

لماذا كانت صعبة ؟

حسنا كل انسان يستطيع البدء فى انشاء شركة مبتدئة وان يركز على منتج واحد – وانت ترى ذلك فى كل مكان . غير ان الوصول بالشركة الى شىء من نوع المؤسسة القدرة على تحمل مسئولية نفسها , ولها اساليبها واضافتها وتنظيمها الخاص -  فذلك من الامور الصعبة فقد كان من الصعوبة بمكان التحول بالعاملين من عقليه موجهة تماما الى تنفيذ المهام الى عقلية اكثر توجها الى عملية وتتفاقم الصعوبة كلما كان انتباه هؤلاء الناس مركزا فى شركة مبتدئة 

ماهو اول منعطف حاسم فى تاريخ شركة انتل – مفترق الطرق الذى كان من الممكن ان يصنعك اويحطمك ؟ هل كان ذلك عندما قررت شركة اى بى ام استخدام منتجاتكم ؟

كان اول منعطف حاسم هو تقديم اول منتج ناجح لنا , المنتج 1103 – اول ذاكرة متغيرة ديناميكي 
Dram
وقد كانت عمليه انتاجها فائقة الصعوبة  وقد كان نجاح هذا المنتج باهرا.

منذ بداية العمل , هل كنت ترى ان المنتج 1103 هو الطريق الى الانطلاق ؟ وهل كان جزءا من خطة رئيسية فى شركة انتل ؟

كلا لقد اكتشفنا انه سيكون منتج له جاذبيه  كبيرة . وكان علينا صياغة نظام له فى اخر عام لانتاجه وكانت النتيجه النهائية هى التى املت علينا الاسلوب. لم تكن هناك خطة اساسية من اى نوع , كانت النقود لدينا فى سبيلها الى النفاذ لذلك رخصنا لشركة كندية اخرى حق استخدام المنتجات والبرمجيات وكانت الامور فى بداية السبعينات ابسط كثيرا واكثر عشوائية من وقتنا الراهن وفى ظل هذة الاجواء ولدت شذرة المايكروبروسسور ومع ذلك لم يحقق ذلك حدثا كبيرا . بل كانت فكرة مثيرة لم يعرها احد اهتماما كبيرا .

عندما قررت الاستغناء عن ثلث قوة العمل فمن الواضح انه كان امرا صعبا فكيف تتخذ مثل هذة القرارات ؟

حسنا لم يحدث قط الاستغناء عن ثلث قوة العمل مرة واحدة فقد كنا نستغنى كل مرة عن 10 فى المائة . حدث ذلك على ثلاث مرات

فى عام 1982 تعرضت صناعتنا لضربة وكان الجميع يخفضون عدد العاملين ولحسن الحظ اننا اعتقدنا انها ستكون مجرد حالة عابرة وتبين فى النهاية اننا كنا على حق . فقررنا مواجه تلك الحاله بالتوقف عن استخدام عاملين جدد وقمنا بكل الاجراءات الغريبة مثل زيادة ساعات العمل 10 ساعات فى الاسبوع وخفضنا التكاليف وجعلنا يوم العمل بالنسبة للعاملين اطول , وقد كابد العاملين ذلك لمدة 6 اشهر ثم اقمنا حفلا كبيرا ثم حدثت لنا ضربة اخرى خفضنا بعدها الاجور بنسبة 10 فى المائة وهكذا ترى اننا واجهنا الامر باساليب مختلفة .  

اذن لو اتيح لك الاختيار بين توظيف عاملين ثم الاستغناء عنهم فى الظروف السيئة والاكتفاء بعدد اقل من العاملين ولكن بتكاليف اكبر تتحملها الشركة . فماذا سيكون اختيارك ؟

الاختيار الثانى . لدى الان مبدء شخصى شديد القوة هو ان لانلجأ كشركة مرة اخرى الى تسريح العاملين مثلما فعلنا من قبل  

     من بين المنافسين لك من  هو المنافس الذى تشعر بالقلق تجاهه اكثر من غيره ؟

لا احد بالذات لان المنافسة ليست هى القضية فى حالتنا انما القضية فى احداث التغيير من الحاسب الشخصى محددة المعالم الى صناعة شبكات الحاسبات وهو امر شديد التعقيد وفى اعتقادى ان اكثر ما اخشاه ربما يتعلق بعملية الانتقال الى المرحلة التالية للحاسبات وكلما اصبحت شذرة المايكروبروسسور اقل اهمية من ذى قبل كان ذلك يعنى الخسائر بالنسبة لنا .

لماذا تعمل بالتدريس فى جامعة ستانفورد ؟

لاننى اجد متعة فى ذلك فقد كنت دائما احب التدريس, وكنت ادرس سواء ايام عملى مهندسا او فى المرحله التالية عندما تحولت انتل الى العمل بادارة تقوم اكثر على اساس منهج. وقد بدات تدريس الممارسات العملية فى  الادارة فى انتل التى اسفرت عن كتابى
High output management
وانا احب العلاقات المتبادله فقد وضعت جامعة هارفارد منهجا جعلت فيه شركة انتل حالة دراسة .

على ضوء كل الانشطة الخرى بالاضافة الى عملك فى انتل . مثل كتابة عمود صحفى عن الادراة وتدريس احد المناهج فى جامعة ستانفورد.فكم عدد الساعات التى يخصصها المدير التنفيذى الاول لوظيفته فى انتل ؟ وهل تعمل اقل او اكثر من ذى قبل ؟

ان ساعات عملى لم تتغير حقيقة بمرور الزمن . فانا اقضى وقتا طويلا افكر فى امور تتعلق بصناعتنا . فصناعتنا لها تاثير على كل الصناعات الاخرى . ومن ثم لابد ان اقرا ثلث الصحيفة حتى وان كانت لاتشير الى شركة انتل او كان المقال ليس له علاقة مباشرة بشركة انتل وفى هذا الاطار تجدنى كثيرا افكر حول مايجرى فى العالم اذن تسالنى كيف يكون يومى ؟
اننى ابدء فى الثامنة صباحا وانتهى فى السابعة مساء بالاضافة الى ساعات اخرى اقضيها فى العمل بالمنزل 

سبعة ايام فى الاسبوع ؟

كلا خمسة ايام. اما فى اجازات نهاية الاسبوع  فربما اقضى فى العمل من 3 الى 5 ساعات اعمل فى اشياء غير ادارية وانما  فى الاعمال طويله المدى التى لا اقوم بها اثناء الاسبوع فلم اعد اعمل كثيرا فى الاعمال الادارية 

هب انك ستبدء من جديد الان , فما هى الصناعة التى توصى بها السباب الذين يحاولون تاسيس شركة , هل ستكون ايضا اشباه الموصلات ؟

اولا ان تاسيس شركة ليس هو نهاية المطاف بل هو وسيله لتحقيق هدف . والكثيرون من زملائك فى كلية ادراة الاعمال ياتون الى ويقولون لى " قل لى يل اندى . اريد ان ابدء فى تاسيس شركة . فماذا يجب ان تكون ؟"

ان الامور لاتسير ابدا على هذا النحو ولكن عليك اولا تحديد ماترغب فى عمله ولنفترض ان ذاكره اشباه الموصلات انك ترغب فى صنع ذاكرة اشباه الموصلات ولكنك لاتصنعها من الموقع الذى انت فيه لذلك يجب عليك ان تصنعها فى اطار شركة مبتدئة . والا سيكون الامر كم يسير فى طريق عكسى والاشخاص الذين قاموا بذلك يشبهون تماما من وجدوغا جبالا من الفرص لم تكن موجودة من قبل  . 



اعداد وتلخيص
محمد عبدون
                                                                                                                mohamedabduon@yahoo.com         
  http://groups.yahoo.com/group/learncomputer



حوار مع اصحاب الشركات الناجحة


بسم الله الرحمن الرحيم

10 –  بيل جيتس
مؤسس شركة مايكروسوفت

من يكون بل جيتس ؟

هو اغنى رجل فى العالم وبرمجيات نظم التشغيل التى تنتجها شركته تدير 90 فى المائة من اجهزة الحاسب الشخصى  وقد بلغت شركتة من القوة الى ان حققت الحكومة الامريكية فى عام 1995 الى الاتهامات الموجهة الى شركته بارتكاب انتهاكات قوانين لمكافحة الاحتكار 

نحن انصب اهتمامنا على دراسة منهج هذا الرجل العصامى الذى ترك الكلية وهو فى التاسعة عشر من عمره لتاسيس شركة لانتاج البرمجيات تصل قيمتها الى 8 مليارات دولار .

من بين الصفات المثيرة  لبيل جيتس ولعه بقراءة السير الذاتية لاصحاب العقول العظيمة فى العصر الحديث مثل نابليون والفريد سلون مؤسس شركة جنرال موتورز من بين اخرين وليس من المستغرب ان يقرا هذة السير مفترضا انه ربما كانت افضل وسيله لكى تصبح قائدا هو ان تفهم كيف فعلها الاخرين اعتمادا على انفسهم فقط .

اسس بل جيتس وصديقة بول الن شركة مايكروسوفت  ولكنهما ظلا لسنوات تحت عبائة رجال الاعمال مثل ستيف جوبز من شركة ابل  وادم اوزبورن مؤسس شركة اوزبورن كمبيوتر.

قام روبرتس مؤسس شركة ميتس بالاتفاق مع بول وجيتس حول كتابة نظم التشغيل الكمبيوتر التير الخاصة بالشركة واعطى جيتس الشركة حق ادماج هذة البرمجيات فى الجهاز واحتفظوا لانفسهم حق توزيع البرمجيات للشركات الاخرى وبذلك وضع جيتس المعيار لترخيص حق استخدام البرمجيات ومازال هذا النموذج فى الترخيص يسيطر على هذة الصناعة حتى يومنا هذا .

هناك عدة اخطار تتربص بمؤسس الشركة المبتدىء الذى تمر شركته بمرحله الاقلاع ومن هذة الاخطار ان يقرر المؤسس الذى يشعر بعبقريته انه قادرا تماما على التعامل مع الرؤية والادارة (فى شركات الكمبيوتر لانه معروف ان 90 فى المائة من هذة شركات الكمبيوتر  تنهار خلال خمس سنوات الاولى من عمرها لذلك على مؤسس الشركة الا يشعر بنفسة )  وهناك خطر اخر يتمثل فى ان الشركة تقرر انها بحاجة الى ادارة محترفة من احد التنفيذيين فى قائمة شركات فورتشن500 حتى ترى المدير المحنك يذهب بالشركة الى الحضيض ولكن جيتس استطاع ان يتجنب هذين الخطرين ففى عام 1982 ادرك جيتس ان اجهزة التحكم الداخلى فى شركة مايكروسوفت متثاقلة فتحول بصره الى خارج الشركة بحثا عن شخص له خبرة اكيده فى الادارة ليضع عمليات الشركة فى المسار الصحيح ومن ثم اختار جيم تاون من شركة تكرونكس بولايه اوريجون وبعد اقل من عام استغنى جيتس عن خدماته واعاد تنصيب نفسه رئيسا قبل ان يتطلع الى الخارج مرة اخرى لتعيين جون شيرلى احد المسئولين التنفيذيين السابقيين فى شركة تاندى الذى سوف يستمر فى مساعدة مايكروسوفت لكى تصبح فى قائمة شركات فورتشن 500 على مدى فترة خدمتة التى استمرت سبع سنوات 

ان شركة مايكروسوفت غير الشركات الاخرى التى تطرح شركتها للاكتتاب فلقد ظلت الشركة اكثر من عشر سنوات وجمعت ايرادات 140 مليون دولار قبل ان تطرح للاكتتاب وربما يعرف جيتس اكثر من غيرة ان الماضى ليس سوى مقدمة من العمل 

ان اخلاقيات العمل عند جيتس تثير الاعجاب مثل ذكائه . فهناك القصص الاسطورية التى تروى عن نومه امام جهازة ثم استيقاظة فى وقت لاحق ليكمل على الفور ما توقف عنده 

عندما بدات شركة مايكروسوفت كان منطلق الامور هو ان تبتكر كل من مكونات جهاز الحاسب والبرمجيات التى تديره . فكيف اخترت ان تكون جهود مباشرة الى البرمجيات ؟

لقد عرفنا بول وانا كيف نكتب البرمجيات وهذا هو المجال الذى راينا اننا نستطيع ان نقدم من خلاله خدمة عظيمة فى هذة الصناعة : نظم التشغيل واللغات والتطبيقات .

اذن كان قرار انشاء شركة خاصة بصناعة البرمجيات يستند الى تفضيلك الشخصى ؟

ليس الامر بهذة البساطة فلقد كان بول بارعا فى مكونات الحاسب الشخصى وكان اكثر  فهما لها منى والواقع ان بول كان يريد شركة لمكونات اجهزة الحاسبات ودار بيننا حوار كبير حول ذلك فعندما كنا فى السنة النهائية من المدرسة الثانوية فكرنا فى انشاء شركة خاصة بنا وكنا وقتها نعمل بشركة تى ار دبليو. واخبرت بول ان البروسيسور 8008 الذى تنتجه شركة انتل لم يكن قويا بالشكل الكافى ويجب علينا عدم البدء فى انشاء شركة, ثم جاء الطراز 8080 وكان من الواضح انه اقوى وكان من الممكن عمل اشياء مدهشة على هذ البروسيسور ومرة اخرى قال لى بول " دعنا ناخذ الطراز 8080 ونصنع به حاسب 

وبما اننى لم اكن اعرف مثله بمكونات الحاسب فقد تمسكت بالبرمجيات وفى النهاية وافق بل ولكنه ذهب للعمل مع شركة ميتس .

كنا انا وبول قد كتبنا لغة البيسك وهو اول منتج لنا ولم نتمكن من العمل وقتا كاملا الابعد عام ونصف تقريبا ولكن كان عدد زبائننا فى ذلك الوقت شىء لايصدق وقد افلس الكثير منهم غير ان معظمهم كانوا شركات تصنيع  نوعيات مختلفة من الحاسب وظل نصف ايرادتنا تقريبا ياتى من اليابان لمدة عامين وكان منهجنا فى المبيعات هو ان نقول " اذا كان عليكم كتابة البرمجيات داخل الشركة فان الميزانية المحددة للهندسة ستكون كذا ولكن اسعار شركة مايكروسوفت اقل من نصف ما كنتم تحلمون به كتكاليف لصناعتها وافضل كثيرا مما تستطيعون صناعته " فقد كنا حينئذ ننافس ميزانيات الهندسة داخل الشركات

وقد جاءت الينا مجموعة من الشركات بتطبيقاتها لبرامجنا وكان ذلك عندما بدء الناس يقولون " هاى , انا ارغب فى لغة البيسك التى تصنعها من مايكروسوفت اذ ان تطبيقاتى تحتاج الى لغة البيسك من مايكروسوفت " وتلك هى النقطة التى تصبح عندها فى موقف تستطيع معه ان تطالب بحقوق التاليف وليس بمجرد سعر محدد وفى نهاية الامر ادركنا اننا اصبحنا فى وضع يجعلنا نقتصر على نظام حقوق التاليف .

ماهى بعض الاخطار التى كان بامكانك اجتنابها فى البداية ؟

لقد اعتدت على ان يكون لدى تلك المذكرة التى اجددها كل عام واطلق عليها " الاخطاء العشرة الكبرى لشركة مايكروسوفت " واحاول ان استثير عن طريقها حماس العاملين للحديث عن دروس تستفيد منها الشركة فى المستقبل اذ ترتبط معظم اخطائنا بالاسواق التى لم ندخلها فى مرحلة مبكرة حسبما كان ينبغى لنا, غير ان كان المعوق دائما هو عدد الاشخاص الذين نستطيع استخدامهم, وادارة كل شىء بنجاح وضمان ان نفى بكل التزامات السلع ذلك اننا كنا دائما قادرين على ذلك بالكاد . ونحن حقيقة تجاوزنا الحدود فى سرعة استخدام عاملين جدد . وقد حدث الخلاف الوحيد بين ستيف بالمر ( نائب الرئيس للمبيعات والتسويق ) وبينى عندما التحق بالعمل بالشركة فقد كان العاملون لدينا 25 شخصا . وقال لى علينا ان نختار 50 شخصا اخرين للتعمل مع كل هذة الفرصة قلت له اننى فقط غير موافق ولن اوافق على ذلك واخذت افكر فى الامر يوما كاملا ثم قلت له " اوافق  وما عليك الا ان توظفهم فى اسرع وقت على ان يكونوا اشخاص ممتازين وسوف اخبرك عندما تتجاوز مرحلة التعقل والان اصبح عدد العاملين لدينا 18 الف شخص ومازالت اهم معوقاتنا هى العثور على اشخاص ممتازين للعمل معنا .

اشتهرت شركتك بسعيها الدءوب لاقتناص الفرص . وقال لنا احد العاملين فى مايكروسوفت الذين تحدثنا اليهم ان القوة الدافعة هنا هى الفوز والفوز والفوز وبعد ان اصبحت الشركة على هذا النحو من الضخامة , كيف تحافظ على قوة الدفع ؟

ارى ان القول انه الفوز والفوز والفوز قول خاطىء . فلم اكن انا لاستخدم هذة العبارة ولم استخدمها قط مع العاملين . اذ يستحيل عليك الفوز دائما ولكنك فقط تصنع منتجات افضل ونحن فى مايكروسوفت نتخذ من المنافسن لنا مثالا لما نريد ان نفعله وهذا ما ننجح فى عمله لاننا نعتبر انفسنا خاسرين فى السباق ونتبع منهجا طويل المدى للغاية .ونحن ناتى باشخاص ممتازين للعمل معنا وهؤلاء هم مفاتح النجاح ونحن لسنا فائزين قط فنحن نعلم انه ينبغى علينا تقديم حلول للشركات افضل مما تقدمه شركة اى بى ام , وان نقدم قواعد للبيانات افضل مما تقدمه اوركل , وان نقدم الات اقوى من تلك التى تقدمها صن وانت لاتصل الى هذة المستويات بين ليلة وضحاها فهذا مطلب يتحقق على المدى الطويل والعاملون لدينا يستطيعون التفكير فى ذلم : هل نحقق تقدما ؟ وكيف نستطيع قياس هذا التقدم ؟ اننا لانتحدث مطلقا عن الاشياء التى حققنا فيها النجاح .بل نتكلم دائما عن التحديات التى تواجهنا فى المستقبل بيد انه ليس هناك خط لنهاية السباق نحن نحدد التحديات بحيث يقف خط النهاية هناك بعيدا فى المستقبل انك لا تذهب مطلقا الى اجتماع مايكروسوفت ثم تسمع احدهم يقول " سنحقق الفوز " او " لقد فزنا " لان ذلك سيضع نهاية للامور 

هل هذة هى الطريقة التى تدير بها شركة تضم 20 الف شخص ؟ 

لم تكن ادارة الشركات الكبرى ابدا بهذة السهوله فى الاحتفاظ لها بمستوى رفيع من التميز . فذلك يصبح مهمة يومية . ومعظم هذة المهمة تتمثل فى جلب عاملين يتميزون بالكفائة ومعظمها ايضا يتمثل فى التاكد من ان لديك رؤية فى اهميتها فالهدف الذى تاسست شركة مايكروسوفت من اجله هو كتابه برمجيات ناجحة ولم يشمل هذا الهدف ان ننتج اشياء جيدة اخرى ونعرف ان علينا اجادة اختيار العاملين والادارة ونشر منتجات البرمجيات فى انحاء العالم وقد لايتناسب المنهج الذى نسير علية مع اى شركة اخرى  انك تستطيع ان تجد بالشركة العاملين الذين لديهم الحماس فى صنع الاشياء وتستطيع ان تقيم جسورا لمعرفة الاراء تجاه منتجاتنا ولدينا الكثير من مستخدمى منتجاتنا من يستمتعون بابلاغنا كيف يصنعون الاشياء 

هنا نستطيع ان نصمم الاشياء بحيث تتيح للمطور نفسه الحصول على الكثير من اراء المستخدم  ونستطيع دراسة الاشياء التى لم نكن الافضل فى صنعها والحديث بشانها والتعرف على ما تنجح فى صنعه الشركات الاخرى سواء كانت صغيرة ام كبيرة . لقد انشئت شركة مايكروسوفت من اجل رؤية خاصة جدا. 

ما الشىء الذى يمكن ان تكون مايكروسوفت افضل فيه ؟

الامر يتوقف على السرعة التى نتحرك بها فقد اتاح لنا ما حققناه من نجاح ان ننمو وان نجلب للعمل معنا كفاءات هائلة فى مجالات قاعدة البيانات والجرافك والحديث والرؤية  - وكل هذة اشياء نعتقد انها ستكون ذات شان فى المستقبل  . بيد ان هناك امامنا الكثير مما يجب علينا انجازة . قد تستطيع ان تنظر الى الشركة بعدة طرق مختلفة :
         الابتكار عبر خطوط الانتاج    
          كيفية تطويرنا للعملين واختيارنا لهم              
          نتائجنا المالية 
         نصيبنا من السوق   

وعندما اجتمع مع اى مجموعة فى مايكروسوفت , يدور الاجتماع كله حول ما ارى انهم يجب عليهم عمله على نحو افضل وتخصيص جزة ضئيل من الوقت للحديث عن الاشياء التى حققت النجاح ولكننا لانستمر كثيرا فى هذا الحديث .

وماهى الاشياء التى تجيدها انت شخصيا؟

انا احب التركيز على العمل مع المبيعات الخاصة بالمنتج .ويستغرق ذلك ثلث وقتى حيث اقضيه فى الخارج والاجتماع مع الزبائن ومعظم الوقت اقضية بالمجموعات الخاصة بالمنتج وما يتبقى من الوقت وهو السدس اقضيه فى اشياء لاتتعلق باى من هاتين الفئتين . ماهى طريقة ادارة قوة العمل الخاصة بالمبيعات والتاكد من ان نظم القياس تلك تطبق حتى مستوى الافراد وتشجيع السلوك القويم ؟ اننى اجلس فى الاجتماعات التى يقضيها ستيف بالمر ويتجحدث فيها عن الطريقة التى يفضلها فى العمل ولكن هذا ليس مجال خبرتى وكيف يكون الاعلان حتى تنتشر الرسائل ؟ ان كل ما فى الامر اننى اعرف اين نسير على المدى الطويل 

قال جوردون يوبانكس ( المدير التنفيذى الاول لشركة سيمانتك )ان الكثير من هذة الشركات تحاول القضاء على شركة مايكروسوفت وان الاجدر بها  ان تركز على تحسين منتجاتها ربما كانت روح المغمرة لدى مايكروسوفت هى التى تدفعهم الى ذلك القول .

لقد صنعنا الكثير من الاشياء مع جوردون والشركات الناجحة تحقق هذا النجاح لان لديها منهجا طويلا فى التعامل مع العاملين وفى التعامل مع الزبائن والناس يشترون المنتجات بسبب علاقتهم بالشركات التى تصنعها ولن يقدموا على شراء البرمجيات الاحين يعلمون انه سيكون هناك تنويعات جديدة وبذلك تجىء المساندة مع الزبون , والمنتج هو الذى يتوجه بك الى الوجهه التى تريدها ان كل ماتمتلكه الشركة هو سمعتها .

لقد صدرت بلاشك كميات كبيرة من انتاجك . فمتى تظن ان نمو شركة مايكروسوفت المذهل سوف يبلغ مرحلة الاستقرار ؟

لقد كنا نقول دائما على ضوء منهجنا طويل المدى ان مما لاشك فيه ان الشركة ستمر فى دورات سيكون هناك تعاقب الازدهار والهبوط وهذا لم يحدث بعد ولكننا مخلصين فى قولنا هذا فنحن نقول ان ربحيتنا من حيث النسبة المئوية قد زادت بمعدل غير ثابت وموقفنا واضح وصريح فى هذا الصدد غير انك اذا نظرت الى الامر من المنظور الصحيح فان ثمة قيمة كبية فى انخفاض تكلفة الاتصال وانخفاض تكلفة الحاسبات فالامر يعنى ببساطة ان البرمجيات الناجحة ستكون اكثر قيمة والمحك هنا كيف نحتفظ بالصدارة فى تقديم البرمجيات اسال اى محلل عن شركتنا تجد اننا ننمو بنسب محافظة اكثر من اى شركة اخرى . ونحن دائما نقول للمحللين لاتوصوا بشراء اسهم فاننا نبيع برمجيات ولا نبيع اسهم خفضوا من تقديراتكم للعائدات وكونوا اكثر تحفظا . ذلك ان  ترويج الاسهم ليس هو على اى حال المنهج طويل المدى .

لقد كان تقييم اسهم مايكروسوفت مغريا بالربح بالنسبة للعاملين فى مايكروسوفت . فهل ستكون لديك مشكلات فى الاحتفاظ بالعاملين او توظيفهم اذا انخفض نمو العائدات ؟ 

ان الناس الذين عملوا من قبل فى شركات افلست لديهم الكثير من الخبرة الجيدة للتفكير فى عمليات المفاضلة بين البدائل . فكثير من المديرين الذين نستخدمهم لديهم تلك الخبرة لقد تحدثت عن النجاح وكيف يكون مدرسا حقيرا . اننا نضع لانفسنا تحديات كبيرة واهداف كبيرة والعاملون لا يحققون دائما هذة الاهداف اننا نعمل فى بيئة تسمح لنا بمناقشة الاخطاء التى وقعنا فيها . عندما تمر الشركات باوقات الشدة فانها تكتشف ما يمكن حله من مشكلات  , فهذا شىء مفيد للشركات وانا اتطلع لذلك بيد انه ليس لدينا شىء قريب للحدوث . 

فى البداية كيف تنجز قدرا هائلا من العمل . فهل اصبح اقل الان ؟

اننى اعمل لساعات طويله ولكن ليس بالقدر الذى اعتدت عليه وبالتاكيد لا اتوقع من الاخرين ان يعملوا بجد كما فعلت  ان عملى هو افضل عمل فى العالم وامامى الكثير من التنوع فى العمل . وانا اتجول واتقابل مع الزبائن  وارى مجموعات متنوعة من المنتجات وهو شىء مثير لحماسى ولهذا اعمل ساعات طويله 

مابين اثنى عشر الى خمسة عشر ساعة ؟ 

كلا ان ذلك يحدث نادرا عندما اعمل ساعات اكثر هناك ايام اعمل فيها اربعة عشر ساعة ولكننى معظم الايام اعمل 12 ساعة وفى العطلات الاسبوعية نادرا ما اعمل اكثر من 8 ساعات وهناك عطلات اسبوعية لا اعمل فيها كما ان لى اجازات ابتعد فيها عن العمل .

فى البداية كانت الشركة تعتمد عليك ويبدو انه الان ايضا تعتمد عليك 

غير حقيقى فالشركة لديها فى البنك 5 مليارات من الدولارات .

ولكن ذلك وحده لايكفى 

لايكفى وحده لاى شىء ؟

لايكفى لمواصله النمو وقوة الدفع . فهل البنيان راسخ بحيث يكون بديلا عن وجودك اذا رحلت عن شركة مايكروسوفت اليوم ؟

علينا الانتظار لكى نرى . فربما يكون عليهم اختيار شخص اخر لادارة الشركة وربما يكون افضل منى وربما يكون تغيير المدير التنفيذى الاول باى شركة هو اكثر الخطوات خطورة لاى شركة . اننى اصغر مدير تنفيذى ممكن ان تعثر عليه كما اننى اكثر التزاما بعملى من معظمهم 
انظر الى اى منتج تفضله من منتجات مايكروسوفت . تجد ان الذين ابتكروا هذا المنتج فعلوا ذلك بدون الكثير من اعمال التشفير والتخطيط من جانبى فقد ساعدت فى وضع نظام يسمح للعاملين بان يكونوا مسئولين بمفردهم عن ادارة منتجاتهم وهم يعرفون كيف يتعاملون مع هذة المنتجات على نحو جيد جدا جدا وهذا هو مصدر قوة الشركة الحقيقى .

لقد كان العنصر الاساسى لبدء الشركة هو الحصول على الشفرة الصحيحة ولكننا اضطررنا فى النهاية الى بيع البرمجيات وتحرير العقود ومعرفة كيفية اختيار العاملين والتاكد من ان شفرتهم جيدة وهذا يختلف تماما عما افعله الان فاليوم انا لا اكتب الشفرة ولايوجد احد من بين الذين يعملون لدى مباشرة بكتابة الشفرة الا قليل . فانه قد حدث تغيير كامل ولكنه كان تدريجيا واستمتعت به فقد كان شيئا تتعلمه وتكتشف كيف تنجح فى عمله . وهذا اختلاف كبير بينى وبين كثير ممن اختفوا من الساحة فلم يكن لديهم الشعور بالهتمام بما تتطلبه المرحله التالية واجراء التعديل فى ادوارهم لتتناسب مع تلك المرحله 

ما الذى تقوله لمؤسسى الشركات الذين لديهم شركاتهم الان ؟ 

 اننا لم ننشىء مايكروسوفت باى فكرة مسبقة لكى تكون كبيرة غير ان رؤيتنا لها ضمنا كانت تعنى انها ستكون كبيرة الا اننا كنا من التواضع بحيث لم نفكر ان نفعل ذلك فى خطوة واحدة 
لقد رفضت دائما لقب " مؤسس الشركة الخاصة " لان ذلك يعنى ضمنا اننى صاحب شركة اولا ومبتكر برمجيات ثانيا  , وانا لم اقل لنفسى " اه , سوف انشىء شركة فماذا ستكون شركة حلوى  .. ام خبز.. ام برمجيات ؟ كلا اننى مهندس برمجيات وقررت ان اجمع لهذا الهدف فريقا كاملا  

اذا كنت تبدء مشروعك اليوم , فهل ستتبع منهج الانطلاق السريع فى تطوير المنتجات  ؟

من الصعوبة بمكان ان يجيب مرء على ذلك التساؤل عما سيفعله لو بدء مشروعة فى وقت مختلف  . ولكن اذا اردت ان تكون مطورا عظيما للبرمجيات عليك بالذهاب الى حيث يوجد من يجيدون تطوير البرمجيات ولقد انجزت عملا كبيرا بعد 13 سنة فى دراسة البرمجيات الدقيقة واصبحت مطورا رائعا لها غير اننى لم اتوقف عن مطالبه من يجيدون تطوير البرمجيات بفحص الشفرة التى اكتبها واسالهم اطلاعى على كيفية كتابتها على نحو افضل بحيث تكون مختلفة عن مثيلاتها وكنت ارى ضرورى ان انتقل الى مستوى جديد فى عملى .



اعداد وتلخيص
محمد عبدون
                                                                                                                mohamedabduon@yahoo.com         
  http://groups.yahoo.com/group/learncomputer